خبير في شؤون العلاقات الدولية:دور الفريق البرهان الخروج من الأزمة بأقل الخسائر
كاتب صحفي:لعبت مصر أدوار متعاظمة في حلحلة الكثير من القضايا المعقدة بالمنطقة
باحث في الشؤون العربية والإفريقية: الزيارة تعبر عن ٱدراك متبادل لأهمية الشراكة الاستراتيجية بين البلدين
مؤسسة الرئاسة المصرية: الزيارة ناقشت تطورات الأوضاع الميدانية في السودان
تقرير: أحمد قاسم
من جديد برزت الأزمة السودانية إلى واجهة الأحداث مع زيارة رئيس مجلس السيادة الإنتقالي الفريق أول عبدالفتاح البرهان إلى القاهرة يوم أمس الأربعاء.
الزيارة التي وبحسب ما يراه مراقبون جاءت في إطار تعزيز التنسيق بين السودان ومصر، وتأكيد الدور المحوري للقاهرة في دعم استقرار السودان وإنهاء الصراع الدائر فيه.
ووصل رئيس مجلس السيادة الانتقالي والقائد العام للقوات المسلحة السودانية، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، يوم أمس الأربعاء، إلى جمهورية مصر العربية في زيارة رسمية تستغرق يوماً واحداً، بدعوة خاصة من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
ورافق البرهان خلال زيارته وفد رفيع المستوى يضم مدير جهاز المخابرات العامة الفريق أول أحمد إبراهيم مفضل، ووزير الخارجية السفير محيي الدين سالم.
وخلال الزيارة عقد البرهان لقاءً مهماً مع الرئيس السيسي ناقش تطورات الأزمة السودانية، والوضع الإقليمي، وآخر مستجدات رؤية الآلية الرباعية لإنهاء الحرب في السودان، التي تضم مصر كأحد أعضائها البارزين. وتأكيد القاهرة باستمرار دعمها لوحدة السودان وسيادته الوطنية، ومساندتها للقوات المسلحة السودانية، مع رفضها القاطع لأي محاولات لإقامة حكومات موازية، مشددة على ضرورة التوصل إلى حل سوداني-سوداني للأزمة.
جهود دولية لوقف الحرب:
وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس رحّب بزيارة الفريق أول البرهان إلى مصر، مشيداً بما يجمع البلدين من علاقات أخوية راسخة، وما تشهده من تطور ملموس في مختلف المجالات.
وأضاف السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي، أنه تمت مناقشة تطورات الأوضاع الميدانية في السودان الشقيق، والجهود الدولية والإقليمية الرامية لوقف الحرب وتحقيق الاستقرار في السودان، وأكد السيسي في هذا الصدد ثوابت الموقف المصري تجاه السودان، مشدداً على دعم مصر الكامل لوحدة السودان وسيادته وسلامة أراضيه، ورفضها القاطع لأي محاولات من شأنها تهديد أمنه أو النيل من تماسكه الوطني أو تشكيل أي كيانات حكم موازية للحكومة السودانية الشرعية. ومن جانبه، أعرب رئيس مجلس السيادة السوداني عن بالغ تقديره للدعم المصري المتواصل، وجهود السيد الرئيس في هذا الخصوص، وهو الأمر الذي يُجسّد عمق العلاقات الأخوية بين الشعبين، ويسهم في جهود السودان للخروج من أزمته الراهنة واستعادة الأمن والاستقرار.
الآلية الرباعية:
وأضاف المتحدث الرسمي أن اللقاء تناول أهمية الآلية الرباعية كمظلة للسعي لتسوية الأزمة السودانية، ووقف الحرب، وتحقيق الاستقرار المطلوب، حيث أعرب الرئيسان عن التطلع لأن يسفر اجتماع الآلية الرباعية الذي سوف يعقد في واشنطن خلال شهر أكتوبر الجاري عن نتائج ملموسة بغية التوصل لوقف الحرب وتسوية الأزمة.
وأشار المتحدث الرسمي إلى أن الاجتماع تطرق إلى مستجدات ملف مياه النيل، حيث جدد الجانبان رفضهما القاطع لأي إجراءات أحادية تُتخذ على النيل الأزرق، بما يتعارض مع أحكام القانون الدولي ذات الصلة. وفي السياق ذاته، شدد رئيس مجلس السيادة السوداني على وحدة الموقف بين مصر والسودان، وتطابق مصالحهما إزاء قضية السد الإثيوبي. واتفق الرئيسان، في هذا الإطار، على تعزيز وتكثيف آليات التشاور والتنسيق بين البلدين لضمان حماية الحقوق المائية المشتركة
جاءت الزيارة وبحسب ما يراه مراقبون في إطار تعزيز التنسيق بين السودان ومصر، وتأكيد الدور المحوري للقاهرة في دعم استقرار السودان وإنهاء الصراع الدائر فيه.
الأزمة السودانية:
وقال المحلل السياسي والخبير في شؤون العلاقات الدولية عثمان شيخ الدين عكرة في حديثه لـ«المقرن» أن زيارة الفريق أول عبد الفتاح البرهان لمصر جاءت في سياق الجهود المبذولة لحل الأزمة السودانية ،لافتاً في حديثه إلى أن مصر ظلت حريصة منذ بداية الحرب على بقاء مؤسسات الدولة السودانية وعلى راسها القوات المسلحة السودانية، ولعبت مصر دورا محوريا منذ فترات باكرة حتى قبل بدء الحرب في ٢٠٢٣،
وظلت تلعب منذ عقود طويلة دورا متقدما ، فى المنطقة برزت تلك الأدوار منذ حرب الخليج الأولى واستمرت مصر في لعب دورها المتقدم في الإقليم وخلال التفاوض الفلسطيني الاسرائيلي ، ولعبت مصر دورها في توازن وفق تقديرات متقدمة ، شكلت وجودها من خلال تأثيرها الكبير. ولفت شيخ الدين أن السودان ظل في السياسة الأمريكية بلا أهمية استراتيجية، لامريكا الا بمقدار ما يمثله من أهمية لعمق حلفائها في المنطقة وعلي راسهم مصر وان زادت أهمية دور الامارات العربية والسعودية في لعب دور متقدم، بل كانت أمريكا في فترات سابقة من عمر نظام الإنقاذ في بواكير عهد الإنقاذ تعتمد على ما توفره هذه الدول الحليفة، ولم يستطع ولن يستطع في ظل الحروب والصراعات الداخلية ، أن يجد له موطا قدم في الخروج من عباءة الآخرين الاستراتيجية .
غياب التأثير:
ويقول المحلل السياسي والخبير في شؤون العلاقات الدولية عثمان شيخ الدين عكرة أن ما ضاعف فشل السودان في إيجاد تأثير في السياسة الدولية هو التشتت ، وتباين ابناؤه ، ويكمن دور الفريق أول البرهان في ضرورة الخروج من الأزمة السودانية بأقل الأضرار في ظل ضغوط مباشرة وكبيرة من الرباعية ، التي تضع عليها بشدة الآثار السلبية والإنسانية التي رافقت الحرب،
لن يكون الطريق سهلا امام رئيس مجلس السيادة السوداني وقائد الجيش الفريق البرهان في اتخاذ مواقف سريعة لتعقيدات الصراع الداخلي وبروز ثقافة الحرب والانتقام التي تفشت بين السودانيين في وقت ارتفع فيه الصوت عاليا بالحرب ورفض السلام وضرورة مواصلة الحرب وهي دعوات تجد تصلبا في المواقف في قطاع من الذين اذروا الجيش، فى وقت طويل .
لا وقت للمناورة:
ويرى شيخ الدين أن لا وقت امام البرهان لاتخاذ مواقف مناورة سياسية او اللعب بين الأطراف حيث يفتقد الكثير من الأدوار، وفي وقت يصعب فيه تحقيق اختراق واضح يصبح البرهان امام الجزرة والعصا الاميريكية التي تقدمها مصر، وربما تتنافس مصر مع الدور الكيني حيث صرح رئيسها ويليام روتو قبل أيام بأنه من دعا الرباعية الدولية للقيام بدورها الذي اعلنته وان كان أعلن تبرؤه المعلن عن دعم تأسيس والدعم السريع ، ولم يعلن موقفا ضبابيا بل قال ان طرفي المعادلة السودانية من نفس القماش، وان الجنرالين لهما نفس الاعتداءات على الشعب السوداني وانهما مارسا نفس أساليب العنف على الشعب.
مصر لاعب مؤثر:
وينوه عثمان شيخ الدين أن مصر تبقى اللاعب المؤثر الذي يوكل له الغرب أمريكا وفرنسا وبريطانيا ، دورا مهما وان كانت تنازعها الإمارات والسعودية وكينيا والي حد ما إثيوبيا.. مما يجعل الازمة السودانية في طريقها لإيجاد سبل لحل قد يطول ايجاده، ولكن أصبحت أدوات تنفيذه وخارطة طريقه واضحة.
مواجهة التحديات :
ويرى الكاتب الصحفي بدر الدين ابراهيم عبدالرحمن أن هناك أدوار متعاظمة تلعبها جمهورية مصر العربية لحلحلة الكثير من القضايا السياسية والأمنية بالمنطقة،كونها دولة محورية لها القدح المعلي فى التعاطي مع المجتمع الدولي والإقليمي بما يخدم الإستقرار فى المحيط العربي بشكل عام.
مشيرا في حديثه لـ«المقرن» أنه وفى خضم كل ذلك يأتي الإهتمام المصري بحرب الكرامة السودانية،التي تفرض واقعا يحتم على الجانبين توحيد الرؤي المشتركة لأسباب متعددة أبرزها:- ضرورة الحفاظ على الأمن القومي للبلدين ، ومجابهة التهديدات المختلفة على الصعيدين الدولي والإقليمي.إذ ان المهددات مشتركة إن لم تكن واحدة،خاصة المهددات الحدودية، بما في ذلك توحيد الجهود السياسية للبلدين،بما يخدم المواقف فى كافة المنابر العالمية.
الاستقرارالاقتصادي:
ويواصل بدرالدين ابراهيم الكاتب الصحفي المعروف حديثه مشيراً إلى أن إستقرار السودان يسهم بقدر كبير فى دفع عجلة التبادل الاقتصادي والتجاري والصناعي بين البلدين.
معتبراً بأن السعي المصري المتواصل لإيقاف الحرب فى السودان،سعي محمود ومقبول لدي قطاعات الشعب السوداني،لأن الموقف المصري الرسمي والشعبي، كان ومازال داعما لوحدة وسيادة البلاد،وداعما لمؤسسات الدولة الرسمية القائمة الآن،وعلى وجه خصوص القوات المسلحة وكل الكتائب المساندة لها بوصفها المدافع عن الارض السودانية بمقتضي الدستور والقانون.
لامكان للمليشيا:
وشدد في حديثه أنه ،ينبغي على القيادتين السودانية والمصرية، ان تضع نصب عينيها مرتكزات مهمة لانجاح واتمام عملية السلام وانهاء الحرب،ومنها:- لامكان لمليشيا آل دقلو الإرهابية فى الخارطة السودانية،مهما كانت الظروف والأحوال، كون ان انتهاكاتها فاقت كل التصورات،وستظل عالقا فى الذاكرة .
ونوه بدر الدين أنه لن يقبل أحد بأي وجود للظهير السياسي للمليشيا و فصيل (صمود) بقيادة عبدالله (حمدوك)، كأطراف تعتبر مساهمة في استمرار الحرب.
كما شدد بدرالدين بعدم المساس بالسيادة السودانية الوطنية.
معتبراً مسألة من يحكم،وكيف يحكم السودان؟هى قضية ذات شأن داخلى،أهل السودان وحدهم من يحددون فى هذا الجانب.
داعياً في حديثه إلى محاسبة كل من شارك فى هذه الحرب وفقا للقانون،وتطبيق مبدأ عدم الافلات من العقاب بما في ذلك ضرورة أن تسلم المليشيا المتمردة كامل سلاحهها للجيش السوداني دون شرط،ومن ثم تنسحب من كآفة الاراضي التى تحتلها الآن .
وطالب بدرالدين بإعادة كآفة منهوبات المواطن الموجودة الآن فى أماكن معروفة لجهات الإختصاص.
وفي سياق حديثه نوه بدر الدين إلى أن زيارة السيد رئيس مجلس السيادة الحالية لمصر ،يجب أن تبحث بند السلام السوداني من مصدر قوة ورفعة وحفظ لكرامة الناس،ان تحقق ذلك،فهذا أمر سيدعمه الجميع،وإن كان غير ذلك فسيكون محل مناهضة للكآفة.
وافقت حماس على السلام مع الكيان الاسرائيلي المغتصب من موقف قوي وصلب،جعل الرئيس الأمريكي يقول:(قادة حماس أقوياء وأذكياء ويعرفون مايريدون)!.
العلاقات الثنائية:
من جانبه أكد علي فوزي الباحث في الشؤون العربية والإفريقية والأمين العام لشبكة شمس، أن زيارة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان إلى القاهرة وعقده مباحثات ثنائية مع الرئيس عبد الفتاح السيسي تمثل خطوة محورية في مسار العلاقات السودانية المصرية، لاسيما في ظل التحولات الإقليمية الراهنة والتحديات المشتركة التي تواجه البلدين.
أزمة سد النهضة:
وقال فوزي إن اللقاء يعكس حرص الجانبين على توطيد التنسيق السياسي والأمني، خصوصًا في ما يتعلق بجهود دعم الاستقرار في السودان، وتعزيز التعاون في قضايا الأمن المائي وأزمة سد النهضة، إلى جانب بحث آليات التكامل الاقتصادي والتنمية المشتركة.
وأشار إلى أن الزيارة تؤكد الدور المصري الداعم لوحدة واستقرار السودان، وتعبّر عن إدراك متبادل لأهمية الشراكة الاستراتيجية بين البلدين باعتبارها ركيزة أساسية لحماية الأمن العربي والإفريقي، وضمان توازن المصالح في منطقة البحر الأحمر والقرن الإفريقي.
وأضاف فوزي أن المباحثات التي جرت في قصر الاتحادية بحضور وزير الخارجية محي الدين سالم أحمد ومدير المخابرات أحمد إبراهيم مفضل، تمثل انتقالاً بالعلاقات الثنائية من مستوى التشاور السياسي إلى مرحلة التخطيط العملي للتعاون المشترك، ما يفتح الباب أمام مقاربات جديدة في قضايا الإقليم والتنمية والسلام.