أظهرت دراستان حديثتان أن تلوث الهواء يشكل تهديداً صحياً حاداً على الصعيد العالمي، خصوصاً للأطفال والبالغين في البلدان النامية.
وأوضحت دراسة لمجموعة الأبحاث الدولية “زيرو كربون أناليتكس”، أن تلوث الهواء أصبح ثاني أكبر سبب للوفاة بين الأطفال دون سن الخامسة عالمياً، مع تسجيل بنغلاديش أضراراً جسيمة، إذ توفي أكثر من 19 ألف طفل عام 2021 بسبب التلوث، بمعدل حالتي وفاة تقريباً كل ساعة.
وحذر الباحثون من أن الأطفال في أقل البلدان نمواً يواجهون خطر الوفاة بسبب التلوث أعلى بـ94 مرة مقارنة بأطفال الدول المتقدمة، نتيجة الاعتماد على الوقود الأحفوري والبنية التحتية الملوثة والجمود المؤسسي.
وأشار التقرير إلى أن الانبعاثات من أفران الطوب، ومحطات الفحم، وأدوات الطهي المنزلية، وعوادم السيارات، إضافة إلى التوسع الحضري السريع، تزيد من الجسيمات الدقيقة (PM2.5) التي ترفع خطر الالتهاب الرئوي وتأخر النمو المعرفي لدى الأطفال، كما تؤثر على وزن الأطفال عند الولادة.
وحثت الدراسة على التحول إلى مواقد طهي نظيفة وتحديث تكنولوجيا أفران الطوب، ما قد يمنع وفاة أكثر من 16 ألف طفل سنوياً في بنغلاديش.
وفي تركيا، كشف تقرير منصة “حق الهواء النظيف” أن التلوث تسبب في وفاة نحو 62 ألف شخص عام 2024، فيما لم تستوف أي محافظة معايير منظمة الصحة العالمية لجودة الهواء.
وحدد التقرير محافظتي إغدير وأرزينجان ومدينة كوتاهيا كأكثر المناطق تلوثاً، بينما تصنف جودة الهواء في إسطنبول وأنقرة عند مستوى “حساس”.
وتقدر الخسائر الاقتصادية السنوية الناتجة عن التلوث بـ138 مليار دولار، نتيجة الانبعاثات المرورية واستخدام وقود التدفئة وظروف الهواء الراكد.
وأكد الخبراء أن جزيئات PM2.5 مسؤولة عن أمراض خطيرة مثل الانسداد الرئوي المزمن، السكتة الدماغية، سرطان الرئة، والخرف، وتؤدي إلى فقدان وظائف الرئة وزيادة مخاطر العدوى ونوبات الربو، وقد تكون قاتلة في حالات التعرض الشديد.
ولفت التقرير إلى أن تحسين التخطيط العمراني وتقليل الانبعاثات يمكن أن يوفر أرواحاً ويقلل الخسائر الاقتصادية بشكل كبير.