أكد نشطاء تونسيون انطلاق تحركات جديدة لإطلاق مبادرات لدعم سكان غزة، ورفع دعاوى قضائية دولية من قبل فريق أسطول الصمود العالمي ضد الانتهاكات التي تعرّض لها المشاركون على يد إسرائيل خلال احتجازهم في ميناء أسدود.
وأوضح نشطاء أن أسطول الصمود انطلق من برشلونة منتصف عام 2025 بمشاركة عشرات النشطاء من أوروبا والعالم، وبلغت سفنه الموانئ التونسية لاستكمال التجهيزات وحشد الدعم المدني.
وذكروا أن البحرية الإسرائيلية اعترضت الأسطول قرب سواحل غزة واقتادته إلى ميناء أسدود، حيث تعرض المشاركون لسلسلة انتهاكات شملت الضرب والعزل ومصادرة المتعلقات ومنع التواصل القانوني، و رغم الإفراج عنهم لاحقاً، أطلق الأسطول جولة دولية لتقديم رواياتهم وكشف الانتهاكات وحشد الدعم لمبادرات جديدة مستدامة.
وذكر نشطاء تونسيون ومنظمات مدنية أن النقاشات تركز على الانتقال من المبادرات الرمزية إلى برامج عملية تشمل الضغط القانوني، ودعم الضحايا، وتوسيع شبكة التضامن الدولي.
وأوضح نبيل الشنوفي عضو الهيئة التسييرية لأسطول الصمود المغاربي أن الأسابيع الماضية شهدت جلسات تقييمية شملت جميع الدول المشاركة، و أعيدت هيكلة الهيئة المغاربية واستبعدت العناصر غير الفاعلة، و تم تشكيل ثماني لجان متخصصة لتغطية الجوانب القانونية واللوجستية والتنظيمية ووضع الخطوط العريضة للمبادرة المقبلة، حسب وكالة سبوتنيك.
وأكد الشنوفي أن النسخة القادمة من الأسطول ستكون أكبر وأضخم، و ستعدل مسارات الموانئ بحيث تصبح تونس منطقة عبور، و تشمل الخطة الجزائر وموريتانيا وليبيا، و ستطلق قافلة برية إغاثية عالمية من موريتانيا مروراً بليبيا ومصر وصولاً إلى معبر رفح لتسهيل إدخال المساعدات بالتنسيق مع الدولة المصرية والمنظمات الدولية.
وأفاد ياسين القايدي عضو النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين أن مبادرة أسطول الصمود ليست محطة عابرة، و أنها خطوة أولى لمسار طويل، و أشار إلى أن الترهيب الإسرائيلي لم ينجح في إيقاف عزيمة المشاركين، و أن التضامن الميداني ووسائل الإعلام تظل أدوات مقاومة فعالة.
وذكر يوسف المحواشي عضو الفريق القانوني للأسطول أن التحضيرات جارية لجمع الأدلة وإعداد دعاوى قضائية ضد الانتهاكات الإسرائيلية، و تهدف إلى رفعها إلى محكمة الجنايات الدولية ضمن إطار حماية الضحايا، و أشار إلى أن جهود الفريق أسفرت عن إصدار مذكرات اعتقال دولية ضد رئيس وزراء إسرائيل ووزير دفاعها السابق، ما عزز العزل الدبلوماسي لإسرائيل.
وأكد نشطاء الأسطول أن الخطوات المقبلة تشمل استمرار الأسطول والجولات الدولية والقافلة البرية كخطوات عملية لكسر الحصار عن غزة، و تعزيز الحشد الدولي في مسعى طويل لحماية حقوق الفلسطينيين وكشف الانتهاكات الإسرائيلية على الساحة العالمية.